کد مطلب:323802 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:360

البهائیة و عقوبة الفطرة الانسانیة
و الدارس للبهائیة ك «دین» مصنوع، یكشف أنها ضد الفطرة الانسانیة بوجه عام، و ضد فطرة المرأة بوجه خاص، و لا سیما حینما تتصدی هذه «الدیانة» للمرأة، و قضایاها. ذلك أن «البهائیة» ابتداء تدعو الی «عبادة» البشر، فصاحبها «حسین علی» الملقب بالبهاء، قد ادعی النبوة ثم لم یكتف بها، فأدعی الربوبیة فی نهایة الأمر، علی النحو الذی یفصله تاریخ البهائیة، و الذی نحیل القاری ء للتعرف علیه فی كتب أخری من هذه السلسلة (أضواء علی البهائیة). و لذلك، فلیسمح لنا القاری ء أن نتجاوز عن الدراسة التاریخیة، للبهائیة، و ان نفید منها فقط كخلفیة فی دراسة موضوع المرأة فی «الدیانة» البهائیة المصنوعة. و نكتفی هنا بالاشارة الی ادعاء صاحبها الألوهیة، و هو الادعاء الذی یتنافی مع الفطرة الانسانیة، و قد یظن القاری ء أننا نتحامل علی البهائیة او
ننسب لها ما لیس فیها، و لكننا نحیله الی «الأقدس» كتاب البهائیین المقدس كما یزعمون، حیث یقول فیها «حسین علی» مدعی الالوهیة بالنص الصریح: «من توجه الی قد توجه الی المعبود كذلك فصل فی الكتاب و قضی الأمر من لدن الله رب العالمین» [1] .

ثم یقول «صنم البهائیة» فی «سورة الهیكل»: «لا یری فی هیكل الله و لا فی جمالی الا جماله و لا فی كینونتی الا كینونته و لا فی ذاتی الا ذاته.. و لا یری فی ذاتی الا الله» [2] .

و یقول فی اقدسه بمل ء فیه: «یا ملأ الانشاء اسمعوا نداء مالك الاسماء انه ینادیكم من شطر سبحانه الأعظم انه لا اله الا انا المقتدر المتكبر المتسخر المتعال العلیم الحكیم انه لا اله الا هو المقتدر علی العالمین» [3] .

فهل ترید یا عزیزی القاری ء مزیدا من النصوص التی یدعی فیها «صنم البهائیة» الألوهیة؟! و التی یؤكد فیها خروجه علی الفطرة الانسانیة؟! نحیلك اذن علی أجزاء «أضواء علی البهائیة» للاستاذین صالح عبدالله كامل و أمینة الصاوی - فان فیها الغناء، و فیها النصوص التی تدفع المتعصبین للبهائیة، و تفضح ادعاءات «صنمهم المعبود» للألوهیة.

و لكننا هنا نكتفی بهذه النصوص، لأنها تتنافی مع «أساس» هذه الدراسة لقضایا المرأة المعاصرة، هذا الأساس الذی یتمثل فی «الفطرة الانسانیة» ذلك أن كل انسان یشعر «بفطرته ان ثمة واحدا قد نظم هذا العالم و دیره، لا یمكن
أن یشابه الممكنات فی شی ء من صفاتها، فلیس بجسم و لا عرض و لا محدود و لا متحیز، و لا یستطاع ادراكه الا بآثاره الشاخصة، و هو غیر قابل للحلول و لا للصعود و لا للنزول.»

الی ذلك اهتدی الاعرابی بفطرته فقال: «البقرة تدل علی البعیر، و أثر الاقدام یدل علی المسیر، فسماء ذات ابراج. و أرض ذات فجاج، كیف لا تدلان علی اللطیف الخبیر».

فجاء الاسلام مصدقا لما اقتضته الفطرة السلیمة و لم یزد فی الاستدلال شیئا سوی أن ایقظ العقول و نبهها الی النظر فی آثار الله تعالی، فما علیك الا أن تتصفح القرآن الكریم فتجد ذلك فی اكثر من آیة من آیاته [4] .


[1] الاقدس، فقرة 298.

[2] سورة الهيكل - لحسين علي (نقلا عن بهاء الله و العصر الجديد، ص 50).

[3] الاقدس، لحسين علي البهاء، فقرة 282.

[4] الشيخ عبدالعزيز جاويش: الاسلام دين الفطرة و الحرية، ص 16...